أصغر داعية في العالم
***************
هذه قصة ليست من نسج الخيال ولكنها قصة لطفل من رياض الأطفال جمع الله فيه ما فرَّقه في سائر الأطفال من الجمال والذكاء والفطنة والفصاحة واللباقة فحدثنا شيخ جليل صادق عن هذا الطفل فقال:
هل تعرفوا أصغر داعية في العالم ؟!
قلنا : عيسى بن مريم عليه السلام ! قال : لا ؛ في هذا الزمان ؟ قلنا : بل قول!
قال اسمعوا :
لي قريب فتح الله عليه الدنيا ؛ فأُغدِقت عليه الأموال والجاه . فأصبح له شأن في الناس كبير ؛ وله في كل شيء نصيب إلاَّ في العلاقة مع الله ! فهي مقطوعة تماماً ؛ لا يعرف الصلاة ولا يطرق للمسجد باباً مع وفور صحته وسعة رزقه !.
رَزَقه الله فوق ذلك ابناً جميل الطلعة ؛ وهو مع هذا لم يتجاوز عمره الست سنوات !! أي أنه لم يدخل المدرسة بعد .
في احد الأحياء بالرياض كان هناك رجل ينصح الأولاد ويحثهم على صلاة الفجر وخوفهم من عذاب الله فخاف هذا الطفل الذي لم يتجاوز السادسة من عمره خاف من غضب الله ودخوله النار فجاء إلى مجلس أبيه ؛ وأبوه سادر في غيّه ؛ قد سمّر عينيه في شاشة التلفاز و(الريموت كنترول ) بين يديه يقلب القنوات ؛ وفَغرَ فاه كالأبله وغاب عن الوعي ! . دخل الطفل على أبيه ورأسه يقطر بالماء ووجهه كذلك ؛ مشمراً عن ذراعيه الصغيرتين اللتين يقطر منهما الماء أيضاً .. وقف أمام أبيه .. نظر إليه نظرة طفولية فيها كل معاني البراءة ! قال له أبوه :
- سلامات ! إلى أين إن شاء الله ؟!
- قال بلهجة بريئة ( إلى المسجد أذهب أصلّي مع الناس مع المسلمين لست مثلك يهودياً ؛ أنت يا أبي يهودي ما تحب الصلاة ) ..
- ( غص الأب برِيقه ) .. يا ولد ما هذا الكلام ؟! والله (صحيح ) .. ثم ولّى وترك الأب في دهشته ..!
لكن المشكله هي كيفية استيقاظه لصلاة الفجر فقرر ألا ينام الليل ويسهر حتى صلاة الفجر .. وبعد آذان الفجر راح الولد مسرعآ وتوضأ ولبس ملابسه وعندما طلع وفتح الباب وجد الظلام فخاف ولكن الله سخر له رجل كبير خرج لصلاة الفجر فأسرع إليه ليمشي معه ومرت الايام وهم على هذا الحال حتى جاء يوم وأنتظر الرجل فلم يأت وعرف من الناس أن هذا الرجل مات فجلس يصيح ويبكي وأهله تعجبوا لماذا يبكي الولد فلما سأله أبوه ؟؟؟؟
صاح في وجهه وقال له بطفولية ((يا ليتك أنت )) كيف أصلي بدون الرجل مكث الأب ساعة إلاّ ربعاً يدور في المنزل لا ينوي على شيء يفكر في ابنه الصغير الذي قذف في وجهه بهذه القنابل الإيمانية وذهب للصلاة بعد أن نزل في قلبه هدوء وسكينة . فانتظره الأب بفارغ الصبر .. وفجأة فُتح الباب بهدوء وإذا بالصغير يدخل ...
فقال له - لماذا تأخرت ..!
- (قلت لك كنت أصلي مع الناس)
أقسم الأب أن الله يحمي هذا الصغير منه فلا يستطيع أن يمسه بسوء ولا أن يمد نحوه يده بالضرب ؛ ولا لسانه بالشتم ؛ رغم ما كان يُعرف عن هذا الأب من شدة وجبروت ..
مكث على هذا الحال سنتين كاملتين .. قال : تأخر الطفل مرة للَّعب خارج البيت
فجُنَّ جنون الأب وقرر الخروج للبحث عنه ؛ وبينما هو يُهم بالخروج إذ بالباب يُفتح ....و..
- أين كنت ؟ بحثنا عنك في كل مكان .. وفي كل غرفة .. ما بقي إلاَّ أن نستعين بالشرطة للبحث عن حضرة جنابك الكريم !
- (يا بابا.. يا بابا .. أنت ليش ما تفهم .. أنت يهودي يا بابا اللي ما يحب الصلاة يهودي ! لعبت وبعدين صليت المغرب وتكلمت مع جارنا عبد العزيز وجئت مباشرة .. ما تأخرت) ..
- قال الأب : لم أعيِ بنفسي إلاَّ ودموعي تنسال على خدي ...إلى متى هذه الغفلة .؟ إلى متى وأنا أتلقى هذه المواعظ البريئة وأنا في ظلمة الذنب ؛ من طفل أنطقه الله تعالى بالحق ؟ .والله لم يكن لأحد تأثير عليه حتى أمه رغم صلاحها لم تكن تلقنه هذا الكلام ولكنه الله عز وجل إذا أراد شيئاً كان !.
تأملته طويلاً .. وقد دخلتني هيبة منه ؛ وقذف الله له في قلبي محبة ممزوجة برهبة ..لم تكن فيَّ من قبل ! .. برهة من الوقت مرت بنا .. وصمت ونظرات .. لم يقطع ذلك الصمت إلاّ صوت الحق ينادي لصلاة العشاء .. صوت الأذان الجميل الذي انطلق من المسجد المجاور الذي لا أتذكر متى آخر مرة دخلته !
نظر إليَّ ولدي كمن يقول لي : يا أبي خذ بيدي وهيا بنا سوياً إلى رحاب الله ...قفزت ! وحملته بين ذراعيّ بعد أن توضأت وقبلّتُه قبلة طويلة خرجت من أعماق قلبي ودموعي تغطي خده الصغير وذهبت به إلى المسجد ولم أكد أضع أول قدم على عتبة المسجد حتى رأيت ابني يكاد يطير من الفرح ؛ كلما لقي أحداً من المصلين الذين يعرفهم ؛ عرّفهم عليّ :
- هذا بابا .. يا عم ( أحمد )..! يا عم (فهد) هذا بابا .. هذا بابا يا ….
توافد المصلون من أصدقاء الداعية الصغير يهنئون أباه على نعمة الصلاة ! ودخوله المسجد لأول مرة منذ سنوات طويلة .
قال الشيخ !: والله لقد رأيت الرجل تعلو وجهه نضرة جميلة ؛ بعد أن كانت تعلوه كآبة وقترة وغبرة .. رأيته تكسو وجهه لحية جميلة ! وكان يحدثني عن هذا الطفل أنه كان يزعجهم حتى يوم الجمعة من الصباح الباكر ؛ نوقظه ليغتسل وتطيبه أمه ليذهب إلى صلاة الجمعة ..
فال الشيخ : كنت أرى ذلك الطفل يلعب مع الصغار في الشارع فأستغرب وأقول في نفسي أمعقول أن يكون هذا داعية ناجحاً على صغره ولعبه .. ويفشل كثير منا على كبرنا وجِدِّنا ! ....
وبعد .. فإن الله عز وجل إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه ؛ وهل أجمل من طفلٍ ينشئه الله تعالى في طاعته ويحوطه بحفظه ؛ وهل ينتظر (بعض) الآباء أن يقودهم أبناؤهم إلى المساجد .. بدلاً من أن يكونوا هم عوناً لأبنائهم على الخير ؛ وهل انقلبت مفاهيم التربية حتى يكون الابن هو الذي يربي أباه…
وكم بيننا من عبر ولكن لا نعتبر !.. فهذا دليل ويعتبر هذا الطفل هو الشمعة التي أضاءت للأب طريقه إلى الله.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رد على هذا الموضوع
***************
هذه قصة ليست من نسج الخيال ولكنها قصة لطفل من رياض الأطفال جمع الله فيه ما فرَّقه في سائر الأطفال من الجمال والذكاء والفطنة والفصاحة واللباقة فحدثنا شيخ جليل صادق عن هذا الطفل فقال:
هل تعرفوا أصغر داعية في العالم ؟!
قلنا : عيسى بن مريم عليه السلام ! قال : لا ؛ في هذا الزمان ؟ قلنا : بل قول!
قال اسمعوا :
لي قريب فتح الله عليه الدنيا ؛ فأُغدِقت عليه الأموال والجاه . فأصبح له شأن في الناس كبير ؛ وله في كل شيء نصيب إلاَّ في العلاقة مع الله ! فهي مقطوعة تماماً ؛ لا يعرف الصلاة ولا يطرق للمسجد باباً مع وفور صحته وسعة رزقه !.
رَزَقه الله فوق ذلك ابناً جميل الطلعة ؛ وهو مع هذا لم يتجاوز عمره الست سنوات !! أي أنه لم يدخل المدرسة بعد .
في احد الأحياء بالرياض كان هناك رجل ينصح الأولاد ويحثهم على صلاة الفجر وخوفهم من عذاب الله فخاف هذا الطفل الذي لم يتجاوز السادسة من عمره خاف من غضب الله ودخوله النار فجاء إلى مجلس أبيه ؛ وأبوه سادر في غيّه ؛ قد سمّر عينيه في شاشة التلفاز و(الريموت كنترول ) بين يديه يقلب القنوات ؛ وفَغرَ فاه كالأبله وغاب عن الوعي ! . دخل الطفل على أبيه ورأسه يقطر بالماء ووجهه كذلك ؛ مشمراً عن ذراعيه الصغيرتين اللتين يقطر منهما الماء أيضاً .. وقف أمام أبيه .. نظر إليه نظرة طفولية فيها كل معاني البراءة ! قال له أبوه :
- سلامات ! إلى أين إن شاء الله ؟!
- قال بلهجة بريئة ( إلى المسجد أذهب أصلّي مع الناس مع المسلمين لست مثلك يهودياً ؛ أنت يا أبي يهودي ما تحب الصلاة ) ..
- ( غص الأب برِيقه ) .. يا ولد ما هذا الكلام ؟! والله (صحيح ) .. ثم ولّى وترك الأب في دهشته ..!
لكن المشكله هي كيفية استيقاظه لصلاة الفجر فقرر ألا ينام الليل ويسهر حتى صلاة الفجر .. وبعد آذان الفجر راح الولد مسرعآ وتوضأ ولبس ملابسه وعندما طلع وفتح الباب وجد الظلام فخاف ولكن الله سخر له رجل كبير خرج لصلاة الفجر فأسرع إليه ليمشي معه ومرت الايام وهم على هذا الحال حتى جاء يوم وأنتظر الرجل فلم يأت وعرف من الناس أن هذا الرجل مات فجلس يصيح ويبكي وأهله تعجبوا لماذا يبكي الولد فلما سأله أبوه ؟؟؟؟
صاح في وجهه وقال له بطفولية ((يا ليتك أنت )) كيف أصلي بدون الرجل مكث الأب ساعة إلاّ ربعاً يدور في المنزل لا ينوي على شيء يفكر في ابنه الصغير الذي قذف في وجهه بهذه القنابل الإيمانية وذهب للصلاة بعد أن نزل في قلبه هدوء وسكينة . فانتظره الأب بفارغ الصبر .. وفجأة فُتح الباب بهدوء وإذا بالصغير يدخل ...
فقال له - لماذا تأخرت ..!
- (قلت لك كنت أصلي مع الناس)
أقسم الأب أن الله يحمي هذا الصغير منه فلا يستطيع أن يمسه بسوء ولا أن يمد نحوه يده بالضرب ؛ ولا لسانه بالشتم ؛ رغم ما كان يُعرف عن هذا الأب من شدة وجبروت ..
مكث على هذا الحال سنتين كاملتين .. قال : تأخر الطفل مرة للَّعب خارج البيت
فجُنَّ جنون الأب وقرر الخروج للبحث عنه ؛ وبينما هو يُهم بالخروج إذ بالباب يُفتح ....و..
- أين كنت ؟ بحثنا عنك في كل مكان .. وفي كل غرفة .. ما بقي إلاَّ أن نستعين بالشرطة للبحث عن حضرة جنابك الكريم !
- (يا بابا.. يا بابا .. أنت ليش ما تفهم .. أنت يهودي يا بابا اللي ما يحب الصلاة يهودي ! لعبت وبعدين صليت المغرب وتكلمت مع جارنا عبد العزيز وجئت مباشرة .. ما تأخرت) ..
- قال الأب : لم أعيِ بنفسي إلاَّ ودموعي تنسال على خدي ...إلى متى هذه الغفلة .؟ إلى متى وأنا أتلقى هذه المواعظ البريئة وأنا في ظلمة الذنب ؛ من طفل أنطقه الله تعالى بالحق ؟ .والله لم يكن لأحد تأثير عليه حتى أمه رغم صلاحها لم تكن تلقنه هذا الكلام ولكنه الله عز وجل إذا أراد شيئاً كان !.
تأملته طويلاً .. وقد دخلتني هيبة منه ؛ وقذف الله له في قلبي محبة ممزوجة برهبة ..لم تكن فيَّ من قبل ! .. برهة من الوقت مرت بنا .. وصمت ونظرات .. لم يقطع ذلك الصمت إلاّ صوت الحق ينادي لصلاة العشاء .. صوت الأذان الجميل الذي انطلق من المسجد المجاور الذي لا أتذكر متى آخر مرة دخلته !
نظر إليَّ ولدي كمن يقول لي : يا أبي خذ بيدي وهيا بنا سوياً إلى رحاب الله ...قفزت ! وحملته بين ذراعيّ بعد أن توضأت وقبلّتُه قبلة طويلة خرجت من أعماق قلبي ودموعي تغطي خده الصغير وذهبت به إلى المسجد ولم أكد أضع أول قدم على عتبة المسجد حتى رأيت ابني يكاد يطير من الفرح ؛ كلما لقي أحداً من المصلين الذين يعرفهم ؛ عرّفهم عليّ :
- هذا بابا .. يا عم ( أحمد )..! يا عم (فهد) هذا بابا .. هذا بابا يا ….
توافد المصلون من أصدقاء الداعية الصغير يهنئون أباه على نعمة الصلاة ! ودخوله المسجد لأول مرة منذ سنوات طويلة .
قال الشيخ !: والله لقد رأيت الرجل تعلو وجهه نضرة جميلة ؛ بعد أن كانت تعلوه كآبة وقترة وغبرة .. رأيته تكسو وجهه لحية جميلة ! وكان يحدثني عن هذا الطفل أنه كان يزعجهم حتى يوم الجمعة من الصباح الباكر ؛ نوقظه ليغتسل وتطيبه أمه ليذهب إلى صلاة الجمعة ..
فال الشيخ : كنت أرى ذلك الطفل يلعب مع الصغار في الشارع فأستغرب وأقول في نفسي أمعقول أن يكون هذا داعية ناجحاً على صغره ولعبه .. ويفشل كثير منا على كبرنا وجِدِّنا ! ....
وبعد .. فإن الله عز وجل إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه ؛ وهل أجمل من طفلٍ ينشئه الله تعالى في طاعته ويحوطه بحفظه ؛ وهل ينتظر (بعض) الآباء أن يقودهم أبناؤهم إلى المساجد .. بدلاً من أن يكونوا هم عوناً لأبنائهم على الخير ؛ وهل انقلبت مفاهيم التربية حتى يكون الابن هو الذي يربي أباه…
وكم بيننا من عبر ولكن لا نعتبر !.. فهذا دليل ويعتبر هذا الطفل هو الشمعة التي أضاءت للأب طريقه إلى الله.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رد على هذا الموضوع